ذكر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى، خلال جلسة استثنائية للهيئة العامة للمجلس المذهبي في دار الطائفة بيروت، "أننا نلتقي ونحن نعيش وإيَّاكم أجواء داخلية وخارجية ملبّدة بالغيوم التي تُنذر باشتداد العاصفة، وتدعونا للحذر والتوقّي والتعامل مع الواقع بحكمةٍ ورويّةٍ وتعاونٍ وانفتاحٍ وأمل".
ولفت إلى "أننا نشاهد وتشاهدون ما يحدث في العالم من غليانٍ ومآسٍ وفوضى وتحديات، ومن كوارثَ ومصائبَ وتقلُّبات، نشاهد وتشاهدون ما يحصل من انهيار وانحدار مالي واقتصادي واجتماعي، ومن حروبٍ تمتدُّ نيرانُها من ساحة المعركة المحدودة إلى كلِّ الساحات العالمية، ومن ضغوطٍ اقتصادية على الدول واصطفافاتٍ محوريّة لا تُحمَد عُقباها، نشاهد وتشاهدون ما يصيب منطقتنا من شظايا الانقسام العالمي وصراع المصالح والخلاف الأيديولوجي والعداوة الدينية".
وأوضح شيخ العقل، انّ "لبنان دائماً في قلب الحدَث، تعكس مراياه كلَّ ما حوله من قضايا الأمَّة البائسة ومن أزمات الدول المجاورة، ونرى وترَون كم كانت السنة الماضية التي تسلّمنا فيها الأمانة إلى جانبكم صعبة ومعقَّدة في البلاد، على صعيد التدهور المالي والخلل الدستوري والفراغ الرئاسي والتشتُّت الحكومي واهتزاز العلاقة مع الخارج، وكم دعونا، وما زلنا، إلى التلاقي على قواسمَ مشترَكة وإلى تغليب مصلحة الوطن على ما عداها".
وشدد على "أننا نرى وترَون كم تصاعدت التجاذبات الداخلية في الطائفة، وبالأخصّ على المستوى الديني، والتي خرج بعضُها عن الإطارِ التوحيديِّ الروحانيِّ اللطيف، وكذلك على مستوى مؤسسات الطائفة، من مشيخة العقل والمجلس المذهبي والأوقاف إلى المؤسسات الدرزية الأساسية التي تعرَّضت لهجماتٍ ممنهجة ومنظَّمة، هدَّامةٍ وغيرِ بريئة، ممَّا استدعى منّا الردّ الإيجابي وليس السلبي، والردُّ الإيجابي يكون بدعوة أبنائنا إلى الرشد والصواب، وبالعمل معاً بشفافية ودقّة وإرادةٍ صلبة وثقةٍ عالية وبتعاونٍ وثيق لتجاوز المخاطر والعقبات".
وأكّد شيخ العقل، أنّ "أفكارُنا التي طرحناها في اجتماعنا السابق، لا زالت في صُلب اهتماماتنا، وإن كان معظمُها يصطدمُ بالواقع المرير، لكنّنا مصرُّون على التطلُّع عالياً وإلى الإمام، وعلى دعوتِنا الدائمة إلى جمع الشمل ورأب الصَّدع حيث وُجِد، وعلى احترام دورِنا الجامع على المستوى الداخلي وعلى المستوى الوطني".
وذكر انّه "لنا في القيادة الحكيمة الداعمة وفي الأصدقاء المخلصين الغيورين وفي المشايخ الأصفياء الأنقياء، الذين نتباركُ بدعائهم وصفاء قصدِهم خيرُ سندٍ وخيرُ عضُد، وفي إخواننا في مجلس الإدارة والمجلس المذهبي والإدارة التنفيذية خيرُ رجاءٍ لتحقيق ما يمكن تحقيقُه، ممّا هو أوجبُ وأقربُ إلى التحقيق، ونحن في هذا الخضَمِّ نخوض تجربة العمل المشترَك في مشيخة العقل والمجلس المذهبي، بالرغم من العوائق والتحديات".
هذا وحضر الجلسة، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ووزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط.